فيروس زيكا : الخطر الذي يهدد العالم

فيروس (زيكا) ZIKA VIRUS الخطر الذي يهدد العالم

زيكا بعوضة مصرية ... تهدد الأمريكيتين وترعب أوروبا

تشير الكثير من الأخبار والدراسات والأبحاث والتحقيقات الصحفية في السنوات الأخيرة إلى ظهور ما يسمى فيروس (زيكا)(Zika Virus) والذي يؤدي إلى تفشي مرض (فيروس زيكا)، والذي هو عبارة عن مرض ينجم عن فيروس ينتقل عبر فصيلة من البعوض تسمى (البعوضة المزعجة).

ويؤدي هذا المرض إلى حدوث أعراض في المصابين به مثل الحمى والطفح الجلدي، وتشير بعض التقارير إلى وجود صلة محتملة بين إصابة النساء الحوامل به وإنجاب أطفال يعانون من التشوه الخلقي "الصعل" Microcephaly وهو صِغر حجم الرأس، ولا يوجد حالياً أي علاج أو تطعيم لفيروس زيكا.

تاريخ فيروس زيكا

تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنه قد تم اكتشاف فيروس زيكا لأول مرة في أوغندا عام 1947 في قرود الريص، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وقد سُجلت حالات تفشي فيروس زيكا في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهاديء. ولم يكن هذا الفيروس معروفاً في الأمريكيتين حتى العام الماضي 2015 حيث ظهر في شمال شرق البرازيل، ثم واصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (Aedes Egypt) أو (الزاعجة المصرية)، من خلال الأشخاص المصابين والمسافرين إلى مناطق أخرى في العالم.

ينتمي فيروس زيكا إلى جنس الفيروسات المُصَفِّرَة، وينتقل إلى الأشخاص عن طريق لسع البعوض الحامل للمرض من جنس الزاعجة، لا سيما الزاعجة المصرية في المناطق المدارية، وهي البعوضة نفسها التي تنقل حمى الضنك(Dengue Fever) والشيكونغونيا (Chikungunya) والحمى الصفراء.

أعراض حمى (زيكا)

كشفت منظمة الصحة العالمية أن من أهم أعراض حمى زيكا هو الحمى الخفيفة والطفح الجلدي الذي في معظمه من البقع، إضافة إلى الصداع وآلام المفاصل والعضلات، والشعور بالوهن، والتهاب الملتحمة غير الصديدي. وهذه الأعراض عادة ما تكون خفيفة وتستمر ما بين يومين إلى سبعة أيام.

ويبدأ المرء بالإصابة بالمرض في مدة تتراوح من (3-4) أيام إلى (12) يومًا بعد لدغة البعوضة الناقلة للفيروس.

يتسبب مرض فيروس زيكا في زيادة العيوب الخلقية عند الولادة، بالإضافة إلى الولادة المبكرة، كما يؤدي إلى ولادة المواليد الجدد برأس أصغر حجماً مع دماغ غير متطور وناقص النمو، وهي حالة صحية تدعى صغر الرأس (Microcephaly)، حيث ينتقل الفيروس من الأم المصابة بهذا المرض إلى الجنين أثناء تواجده في الرحم.

لم يسبب هذا المرض حتى الآن أي نوع من الخطر، أو حالات وفاة تذكر بسبب أعراضه الطفيفة كالحمى البسيطة والطفح الجلدي والصداع، لكن عند بدء ملاحظة(microcephaly)  الصعل عند الأطفال حديثي الولادة والذي هو كما أسلفنا عبارة عن اضطراب عصبي يؤثر على الجماجم، ويحد من نمو الدماغ، فإن هذا الأمر يجعل حياة الطفل في حاجة إلى الرعاية المستمرة والمكثفة.

وقد قام الأطباء عند زيادة تلك الحالات بدراسة الأمهات أثناء فترات الحمل، فوجدوا أن معظم الأمهات أثناء فترة الحمل يتعرضن لنفس أعراض مرض زيكا، مما أدى إلى إعلان وزارة الصحة البرازيلية بوجود علاقة كبيرة بين فيروس زيكا ومرض (الصعل العصبي) عند الرضع وحديثي الولادة.

تفشي المرض

بُلِّغ عن تفشي مرض فيروس زيكا لأول مرة في المحيط الهاديء في عامي 2007 و2013 (في ياب وبولينيزيا الفرنسية بالترتيب)، وفي 2015 بلغت عنه الأمريكيتان (البرازيل وكولومبيا) وأفريقيا (كابو فيردي). وفضلاً عن ذلك بلغ 13 بلداً من بلدان الأمريكيتين عن حالات متفرقة من العدوى بفيروس زيكا، الأمر الذي يشير إلى الانتشار الجغرافي السريع للفيروس.

وقد أعلنت مؤخراً السلطات في البرازيل أن عدد الأطفال المولودين بتشوهات خلقية تتمثل في صغر حجم الرأس بلغ نحو أربعة آلاف طفل منذ تشرين الأول الماضي 2015.

وفي أكثر المناطق تضرراً، بلغت نسبة الإشتباه في الإصابة بصغر الرأس واحداً في المائة من حديثي الولادة.

وتعتقد السلطات أن زيادة حالات ولادة أطفال صغيري حجم الرأس هو نتيجة لانتشار فيروس زيكا، الذي يؤدي بالتالي إلى ارتفاع نسبة الأطفال الرضع المصابين بمرض تقزّم حجم الرأس، والذي بدوره يؤثر بصورة خطيرة على القدرات الذهنية والبدنية للأطفال.

وقد طالبت السلطات النساء بتأجيل الإنجاب مشيرة إلى أن المصل لن ينتج قبل ثلاثة أعوام.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الفيروس في جميع دول الأمريكيتين. ونصحت بعض الدول النساء بعدم الإنجاب في الوقت الراهن.

أمريكا تسجل أول حالة إصابة بفيروس (زيكا)

سجّلت ولاية هاواي الأمريكية أول حالة إصابة بفيروس زيكا في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما رصدت إدارة الصحة ولادة رضيع يعاني من تلف المخ، حيث يُعتقد أن أم الرضيع قد أصيبت بالفيروس في أثناء زيارتها للبرازيل، في شهر أيار من العام الماضي، بحسب موقع "سكاي نيوز".

  

وكان مسؤولو الصحة في أمريكا قد أصدروا تحذيرا من السفر إلى 14 دولة ومنطقة في الكاريبي وأمريكا اللاتينية، حيث تتمثل خطورة الإصابة بفيروس زيكا، وحذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها النساء الحوامل، على وجه الخصوص، من السفر إلى هذه المناطق، حيث ترتبط الإصابة بهذا الفيروس بعيوب خلقية للمواليد.

ويسري هذا التحذير على البرازيل وكولومبيا والسلفادور وجيانا الفرنسية وغواتيمالا وهايتي وهندوراس ومارتينيك والمكسيك وبنما وباراغواي وسورينام وفنزويلا وبورتوريكو.

في أوروبا، تم تسجيل أكثر من 100 حالة اصابة بفيروس زيكا فى مدينة مارتينيك الفرنسية، مما أدى إلى رفع حالة التـأهب من المستوى الثالث للتصدى لهذا الفيروس، كما أن هناك 102 حالة مصابة، هذا العدد يتزايد شيئا فشيئا، من بينهم 1000 حالة مشتبه بإصابتهم لمعاناتهم من نفس الأعراض.

الإجراءات الوقائية لعدم الإصابة بالمرض

ينقل المرض عبر لدغ البعوض، لذلك تتمثل أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض في الحماية من لسع البعوض، في الوقت الذي لم تثبت وجود حالات من انتقال المرض من شخص إلى آخر، لذلك لا بد من البدء بالعمل على وضع استراتيجية كاملة للقضاء على البعوض من خلال القضاء على المستنقعات التي يتغذى عليها، ثم البدء بتقديم الرعاية الصحية الكاملة خصوصًا للأمهات الحوامل، لأن المرض يسبب تشوهات خطيرة للجنين ممن ظهر لديهم فقط التشوهات الدماغية العصبية.

طرق الحماية ومكافحة فيروس زيكا

1. استخدام دهانات طاردة للبعوض.

تجنب لسعات البعوض قدر الإمكان من خلال تغطية الجلد المكشوف بدهانات طاردة للبعوض مصنوعة من مواد خضعت لتجارب.

وينبغي وضع الدهان بصفة دورية بعد اتباع الإرشادات الموضحة على العبوة بمجرد بداية لسعات البعوض. كما ينبغي وضعها بعد دهانات الحماية من أشعة الشمس وليس قبلها، حيث يمكن أن تعمل تلك الدهانات كطبقة واقية للدهانات الطاردة للبعوض.

2. ارتداء أكمام طويلة

يتفق الخبراء على النصيحة المتمثلة في ارتداء سراويل طويلة وفضفاضة وأكمام طويلة. كما ينبغي أن تكون الملابس سميكة على نحو يحمي الشخص من لسعات البعوض.

كما توجد أيضا ملابس مخصوصة تحتوي على مادة "بيرمثرين"، وهي عبارة عن مبيد صناعي يدخل في تركيب نسيج الملابس، وذلك قد يتوافر فقط في دول معينة.

3.     وقاية المنزل من البعوض

ينصح الخبراء بالنوم في أماكن يتوافر بها "موانع للوقاية" قدر الإمكان، مثل أبواب مغلقة ونوافذ محكمة الإقفال فضلا عن الشبكات السلكية للنوافذ التي تحمي من دخول البعوض.

وخلال الليل يمكن أن توفر الناموسيات حماية إضافية. والمسألة لا تتعلق فقط بالحرص مع حلول الظلام، فبعوضة "الزاعجة المصرية"، التي تحمل فيروس زيكا، لسعتها شديدة وتفضل ضوء النهار حتى غروب الشمس.

4. الحذر من النباتات الموضوعة في الأواني

في الوقت الذي يعتبر فيه من المهم للغاية منع دخول البعوض إلى أماكن المعيشة، فمن المهم أيضا مكافحة تكاثرها. ويعتبر الماء بيئة تكاثر مثالية بالنسبة لها.

وتطلب الوكالة الأمريكية للحماية البيئية ودول أمريكا اللاتينية من المواطنين الحذر من المياه الراكدة التي قد تحتوي على يرقات البعوض مثل البرك والدلاء والمزهريات وأواني غذاء الحيوانات الأليفة وأقفاص الطيور والنباتات الموضوعة في أواني.

كما ينصحون بتنظيف مزاريب المياه عدة مرات في الأسبوع وتغطية خزانات المياه وأحواض السباحة حتى يجري تطهيرها بالكلور (لأن الكلور يقضي على البعوض).

5. إحكام غلق القمامة

يمكن أن تصبح النفايات المنزلية أيضا ساحة لتكاثر البعوض بسبب المياه المتراكمة.

ويحذر الخبراء أولئك الذين يعيشون في الأماكن الخطرة بضرورة إتباع تدابير احترازية حينما يتعلق الأمر بالتعامل مع القمامة، والتي ينبغي أن توضع في أكياس بلاستيكية مغلقة.

كما يجب التخلص من الإطارات القديمة ومواد البناء الموضوعة خلف المنازل، حيث يمكن أن تصبح مأوى ليرقات البعوض.

6. رش المبيدات

من خلال "رش المبيدات" باستخدام شاحنات متنقلة، وهي طريقة تهدف إلى القضاء على البعوض البالغ.

وبدون شك قد يؤثر رش المبيدات على السكان، كما يحمل أثرا جانبيا غير طيب على صحتهم.

7. استراتيجيات مكافحة البعوض

الاستعانة بحشرات معدلة وراثياً لتوليد بعوض عقيم يحد من تكاثر البعوض وانتشاره.

إنشاء "جيش طبيعي" من أسماك المياه العذبة صغيرة الحجم ووضعها في خزانات المياه والصهاريج التي تؤوي اليرقات، حيث أن الأسماك تتغذى على البيض وتمنعها من النمو.

8. استخدام أجهزة مكافحة البعوض

استخدام أجهزة مكافحة البعوض في المنزل، وهي مختلفة الأشكال والأنواع ومتوفرة في أنحاء العالم. وهناك بعض الأنظمة التي تحاكي جسم الإنسان من حيث انبعاث ثاني أكسد الكربون والحرارة، لذا ينجذب البعوض إليها.

كما تستخدم أنظمة لرش مبيدات البعوض التي تنتشر في بعض الدول على الرغم من أنها مثيرة للجدل لأنها قد تمثل أضرارا بالنحل والفراشات وحشرات أخرى.

9.  تجنب السفر

بالنسبة لأولئك الذين يعيشون خارج المناطق المتضررة، ينصح الخبراء بتجنب السفر إلى هذه المناطق.

وطلبت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من الحوامل في الولايات المتحدة تأجيل السفر إلى أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي قدر الأمكان.

10. الحد من الانتشار

ينبغي اتخاذ تدابير إضافية في حالة إصابة شخص بغية تجنب تعرضه لمزيد من لسعات البعوض خلال الأسبوع الأول من المرض، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ويأتي ذلك لأن الفيروس في الدم قد ينتقل من شخص مصاب إلى شخص آخر عن طريق لسعات البعوض.

العـــــلاج

عادة ما يكون مرض فيروس زيكا خفيفاً نسبياً ولا يتطلب علاجاً محدداً. وينبغي للأشخاص المصابين بفيروس زيكا أن يحصلوا على قسط كبير من الراحة، وأن يشربوا كميات كافية من السوائل، وأن يعالجوا الألم والحمى باستخدام الأدوية الشائعة. وفي حال تفاقم الأعراض يتعين عليهم التماس الرعاية والمشورة الطبيتين. ولا يوجد حالياً لقاح مضاد لهذا المرض.

6:54 م